Saturday, June 14, 2008

كلمة مارسيل خليفة بمناسبة العرض الافتتاحي لفيلم ارتجال

يجب ان اعترف في البداية، بان اللقاء الاول مع سمير جبران، قد أعطى للصداقة الفنية والثقافية والنضالية ابعاد انسانية في منتهى العمق والتقدير. صداقة متجددة، صداقة متشددة في اختياراتها وخياراتها، تبحث عن احتمالات جديدة غير التقنيات، تقبل بالحوار مع رؤية جديدة للاشياء. "سمير" يحاول جاهدا اطلاق عوده ليضيْ قليلا استحالة الاشياء وصعوبتها في زمن ابيحت فيه المذلة. "سمير جبران" اتى يوما من فلسطين ليستمع الى شجن العود في مهرجان جرش في تسعينيات القرن الماضي ملوحا بالحطة الفلسطينية وبباقة ورد جوري. وبعد ان توالت الورود والحطات تهطل بغزارة على المسرح، وعندما لم يتمكن من التملص من حراس المكان الذين لم يسمحوا بالاقتراب من الخشبة. دخل خلسة الى الكواليس. وكان شديد الحماس، عزف على عود من صنع والده. وكان عزفه الشك العنيف احيانا والثقة المبالغ فيها احيانا اخرى. كيف استصيغ السماع لتقاسيمه المرتجله والسريعة بعد حفلة صاخبة على المدرج الجنوبي لمدينة جرش. وتتوالى الايام وتتباعد المسافات ونلتقي صدفه في الجنوب الفرنسي وفي حفلة تكريم الشاعر الصديق " محمود درويش" وكان بحوزة "سمير" اسطوانته الاولى. ثم نلتقي مرة اخرى في مونتريال بكندا مع اسطوانته الثانية. ومنذ شهر تقريبا صوته يهدل في سماعة التفلون: صباخ الخير ابو رامي... كيف حالك؟!- يا سمير يطيب للاوتار ان تتوغل بالريشة نحو الاعمق. اوتار من قصب وحرير تغوص في ليل الأعماق، نقر على وتر "النوى" قيمته الصوت ويتبعه الصدى. كافة الحواس تتحرك والعود في رهافة وسطوة يتقدم...ونتابع الدردشة ونتفق على موعد. وفي اليوم التالي نلتقي بساحة "الثروكاديرو" بمدينة باريس. ونمضي ساعات بالبوح العميق. واعطاني شريط وثائقي تحت عنوان "ارتجال" بتوقيع رائد انضوني. وفي المساء وفي ركن قصي في منزلي وعلى بياض الشاشة الصغيرة رأيت المخرج الشاب كيف "يخربش" الصور لناس طيبين، وأعجبني تطابق العيش بين الخاص والعام، بين البيت والمسرح، بين فلسطين والعالم. ولقد حقق الشريط النجاة الخاصة والتاريخ الخاص والدور الخاص لما صور من انعطاف حاد بعلاقات البوح بالعناصر الداخلية والخارجية. وافلت من هيمنة السرد السياسي على ذوق عام بقي لسنين طويلة لزمن لا نرى بدايته. ولقد رفعت تلك المشاهد لمستوى شاعري جميل. للخراب النفسي والانساني الذي خلفه الاحتلال وقد قال ذلك وبصراحة "ابو سمير" عن ما حل بوطنه واحلامه من خراب. وطيدة علاقة البشر بالمكان بالموسيقى بالحياة. الاشارات الساطعة التي تحسس المشاهد بمشترك عام لمشترك خيالي بالواقع. وجميل تمسك "آل جبران" بالوهم الخلاق، بالذاكرة الجماعية، حيث أرادوا من خلال تمسكهم بآلاتهم الموسيقية تحويل الشخصي الى عام. - يا "رائد" انه فيلمنا كلنا على مسرح حياتنا المنهار! ............. "سمير جبران" في الشريط وفي الحياة: دقيق. عنيد. واضح. يلعب. يحاول تجاوز نفسه عبر المغامرة التي تجعله عاشقا للعود. يعرف قيمة الموهبة، ويفرح بها ويعرف ايضا ان الفن الحقيقي يأتي من المعرفة. عدنان ووسام "همروجة" في شباب يفيض احلاما تمطر فوق الدنيا. ينتفض "سمير" كالغضب، يتسنن كالعاصفة, يترصن كالمنطق. وتدمع عينا "وسام" دون خجل لنقرة "حجاز" من دوري اصابع العود على قرميد وتر "صورة انشائية غير موفقة اخترعها قصدا الان لاذكر بفروض انشاء طفولتنا".سمير. وسام. عدنان. فيهم كل "النهاوند" المنتظر. يذكرني "وسام" بذلك الطفل الذي كان يحب الترمس والله والاحذية الجديدة البيضاء. وعندما كان يعزف يغيب عن العالم والاشياء وتتكون ألوف القصائد في خاطره.صور اشرعة وبحار اسمر من الشرق وفتاة نحيلة بفستانها الاسود تلوح بمنديل دامع وموج صاف وكتب تطير من صفحاتها عصافير زرقاء....والثلاثي "جبران" يشتركون في كل تلك الطاقات المستنفرة في فلسطين الحبيبة رغم استحالة الظروف واذكر على سبيل المثال لا الحصر: معهد ادوارد سعيد للموسيقى. المهرجانات الثقافية. الفرق الفنية والشعبية والمسرحية، و... ليتحقق ذلك النضال الحقيقي ضد الاحتلال ولانتصار الوطن وللرد على الارهاب الاسرائيلي بالموسيقى والفن والحياة. اعرفكم فردا فردا واعرف بانكم تواجهون بالاتكم الموسيقية، بأجسادكم بأصواتكم بفنكم وبفعل ارادتكم في العطاء، لم تقبلوا الاستسلام، والدليل على ذلك صمودكم الرائع في ارضكم وتجوالكم الدائم في كل اصقاع الارض والعودة الى المنبع لتستزيدوا عطشا وحبا للحياة، رغم الظروف الصعبة. اعرف ان المواجهة قاسية، ولكنكم تدركون ابعادها وعظمتها ونبلها. وفي مثل هذه الظروف التي تعيشونها حيث كتب عليكم ان تحرسوا النوم والهواء والموسيقى. تستولي علينا بطولتكم الجميلة، بطولتكم العفوية, كيف توالدت وتكاثرت وكيف ابدعت الوانا من الصمود والموسيقى والفن والشعر والحياة. اصدقائي, صديقاتي...في هذا العرض الاول لشريط " ارتجال" ليتني كنت استطيع ان اكون معكم واشارككم الرؤى، لأجعل ذلك الحلم قنديلا يؤرجح ظلالكم على الشاشة او على المسرح. انني امام ورقة بيضاء، أبوح بهذا النص لانه لكم، فهذا يوم لكم. اسمحوا لي ان ارى العرض الاول "لارتجال" في فلسطين، موقفا ثقافيا، إبداعيا، إعلاميا، يجدد بطبيعته التأكيد على حقيقة يقولها كل منا بطريقته، بعمله، بموقفه: عندما يكون الوطن محتلا، فليست الموسيقى والقصيدة واللوحة والمسرحية والسينما محايدة. وموقفنا جميعا ليس الا في قلب المواجهة المحررة للوطن، المحررة للانسان. وفي هذه اللحظات الحاسمة التي تعيشونها في فلسطين. بينكم وبين القوة المحتلة – الاسرائيلية. انعدام تلك المسافة الانسانية التي تتيح للمرء التفكير في تجاوز التفاصيل. كما لا نرى في مشاريع السلام والحرب المشبوهة، مسألة تقليل من وطأة القتل التي تعيشونها يوميا وتحت بصر العالم. احيي تلك الطفلة الجميلة وهي تؤكد هويتها الفلسطينية بعد مرورها على الحاجز الإسرائيلي، وترفع سماء جديدة لاحلامها. وذلك الاب الفنان الذي يسرد التاريخ وتلك الام الحاضنة، التي تحمي عائلتها برموش العيون، تعد السنين وحبات المطر ليتحقق الحلم الذي هو انهماك مستمر وعميق في حركة الحياة. شعب محتل يقاوم الاحتلال على أرضه، واقد أشار "سمير جبران" لطفلته بذلك الوضوح، أن للفلسطينيين وطنا، وان اسم هذا الوطن فلسطين وان فلسطين هي الارض التي انشأ عليها الاسرائيليين دولتهم، إنها الأرض نفسها وليست ارضا اخرى. وربما لا يجد المبدعون فضاء اكثر رحابة لبذر ابداعهم عن قلوب الناس. تلك القلوب التي يصدر عنها الابداع فيما يذهب اليها. ولقد شاهدنا تلك اللقطة الجميلة في الشريط وسمعنا بفخر وهم ينشدون بصمود عجائبي "اهواك" في تلك القاعة "برام الله" المسورة بالحديد والنار. لن نتوقف كثيرا امام الصعوبات المتوقفة على الظرف العام، تلك الملابسات التي سوف تسعى دوما لمحاصرة الابداع الانساني الحقيقي والحد من امكانيات تحققه وفعالية دورة الاجتماعي، خصوصا فيما يتعلق بالاحتلال وبالمفاهيم الغامضة لشروط السوق والتسليع الفاجر للفنون، لا بد من ادراك وسائل العمل في هذه اللحظة الكونية البالغة التسارع والتحولات. وفي "ارتجال" وسيلة لتقدم المبدعين نحو احلامهم، متمسكين بدورهم الانساني. ولقد آمن "المخرج" بان ثمة اجنحه كثيرة تمسك الريش يتوجب عليه مساعدتها على التحليق، من خلال صقل موهبة الطيران لدى اكثر الكائنات مقدرة على الحلم. كان جميلا مراقبة عناصر المقطوعات الموسيقية، كيف تكون متفرقة اول الامر، ثم تتقارب، وبعد ذلك تصطدم، ثم تبلغ الذروة من الصخبة التي تقارب النشوة. موسيقى من مقامات عربية وارتجالات أكسبت المقطوعات امكانيات للتعبير، فكانت كالنهر العميق تتهاوى فوق الصخور واحيانا اخرى كالبحر الزاخر. "ارتجال" يمثل صورة عن نفوس هؤلاء الاخوة وما يخالجها من اضطراب وتحد وصراع, انطلاق العواطف والتحامها ثم انتصارها او تحطمها.ولقد اضاف الاخراج على هذه الفوضى الانفعالية. شكلا فنيا حلوا ورباطا يوحد العناصر المتفرقة في وحدة فنية. لقد حملنا هذا الشريط الوثائقي من جو الى جو ومن خاطرة إلى خاطرة، مركزا على نفسية الانسان وهذا يدل على نضج ونفاذا سيكولوجيا. وحدة موضوعية وابتعاد عن روعة المعاني. جمل موسيقية مسكوبة بعناية فائقة، بقوة وفصل. صورة واحدة متعددة التفاصيل والالوان. بناء هرمي وقيمة الانسان في تشيده. وهذا البناء الفني يعتمد على الجملة الموسيقيه وما سبقها وما يليها بحيث يتسع المعنى ويعمق الى ان تبلغ المقطوعة ذروتها العاطفية. لست مختصا في ترجمة الاعمال الفنية، ولكن عندما طلب مني الصديق "سمير جبران" ان اكتب كلمة للعرض الاول في رام الله، عدت لاستمع ولاشاهد حكايات " آل جبران" على الاوتار، فرأيت بانهم يحلمون ويجهرون باحلامهم لكي نفهمها بوضوح. اوتار ناعمة الملمس كجسد المرأة الطالعة من لهفة الحب. اوتار مزدوجة، متجاورة، متدفقة في العرض والطول, مثل ذلك المدرج الموسيقي، يتلاعب عليها من الجانبين بالريشة والأصابع، يجرحها ويداعبها سمير، يحن عليها عدنان. يفترسها وسام بشفير الريشة المسنونة المتمكنة في لقاء الاوتار بالأصابع، وفي تدفق الانغام تلمس الروح، تتفجر الأعماق نحو الأقاصي، رنة ذائبة في نقرة تخرج من داخل واحد الى دواخل ثلاثية لعازفين متمكنين. اجساد نحيلة تتمثل امامك كتضاريس صحراء الغروب، ليس بينك وبينها سوى العود الملتهب العاشق. اين هي حدود النقرة من حدود النغمة، فيما نحن نصغي؟!..سؤال "لابو سمير" : كيف تسنى لتلك الغابات ان تنبت كل هذه الأشجار، وتصبح على يدك مخلوقات فاتنة كهذه الآلات؟؟!! لا استطيع ان استمع الى العود وحدي كي لا انال العذاب كله والى آخره، لذلك ادعوكم لهذه الوليمة. يشيخ المرء حقا، يبرد فجأة، يبحث عن الوطن، فيفهم انه غياب، يسجيه الغياب. الوطن هذا العجز الذي يشب مفاصلنا، الوطن قصائد واغنيات وارتجالات موسيقيه. ان الاحتلال حرق من عمرنا سنوات كثيرة، وحين هممت اليوم بالكتابة اليكم ولكم لفحتني نسمة صيفية باريسية ماكرة، هيجت مشاعري. تذكرت انني لا استطيع الذهاب الى فلسطين وانني لا استطيع الامتناع عن الحلم بوطن حقيقي، حين تتبدل الفصول والامكنة.

مع كل الحب /مرسيل خليفة

(مجاز(العمل الأخير

في هذه الاسطوانة التي صدرت في نوفمبر2007، والتي أقيم لها أول حفل موسيقي في قصر رام الله الثقافي، و تم نقل الأمسية الموسيقية على قناة الجزيرة مباشر، و من ثم توالت الحفلات في باريس. تم تسجيل هذه الأسطوانة في فرنسا لأول مرة، على عكس جميع الأسطوانات السابقة، حيث كان يتم تسجيلها في رام الله أو القدس، لسبب أن موسيقى هذا الثلاثي جزء كبير منها يعتمد على الارتجال، و لابد من طقس معين لهم في التلحين، ففي فرنسا هناك وقت محدد للتسجيل، أما في فلسطين فأهلاً وسهلاً بكَ و الوقت كله ملكك، ولكن الثلاثي قد أدخل صاحب الاستديو في فرنسا بالطقس العربي. في بداية العمل على هذه الاسطوانة كان هناك تساؤل عن كيفية البدء بالعمل، فوسام و عدنان كانا يريدان تلحين المقطوعات أولاً ثم البحث عن اسم للاسطوانة وأسماء للمقطوعات، على عكس سمير الذي كان يريد اكتشاف اسماً للدخول من خلاله لعالم الموسيقى، لم يكن يفكر بإقحام العمل و إثبات موسيقية الثلاثي، بقدر تفكيره بالأسماء، فهو يعشق اللغة العربية، و أصعب ما يفعل في أعماله هو نبش الأسماء. مثلاً، اسم (مجاز) أخذ ستة أشهر من التفكير المتواصل، و عندما طرحه على أخويه وسام و عدنان أجزما بشكل كامل بأنه الأنسب. الجدير بالذكر أن الثلاثي جبران مقيم حاليًا في باريس، و يشارك الشاعر الفلسطيني محمود درويش في أمسياته، و التي كان آخرها أمسية حيفا الرائعة في 2007.

!الثلاثي جبران: عندما يئن الوتر، يبدأ لجوءٌ آخر

إنّ أصعب أنواع الكتابة هو الكتابة عن الموسيقى، فكيف إذا كانت الموسيقى لثلاثي العود الفلسطيني (سمير، وسام، وعدنان) من مدينة الناصرة في شمال فلسطين. لم يكن العود كائنًا غريبًا عن عائلة (جبران) مع هذا الثلاثي، فعرّابهم هو حاتم جبران صانع الأعواد الشهير جدًا في مدينة الناصرة.
يقول سمير جبران الأخ الأكبر في هذا الثلاثي أن أباه لم يكن يستطع البوح بفلسطينيته، و الغريب أنه لا يزال غير قادرًا على ذلك!
مدينة الناصرة هي من الأراضي التي احتلتها إسرائيل سنة 1948، وكل أهلها الفلسطينيين يحملون الهوية الإسرائيلية و جواز السفر الإسرائيلي أيضًا، و هذا الذي أدّى إلى عدم قبول الدول العربية لهؤلاء الرحّالين كما عودهم، و كأنهم لا يعلمون بأن هناك فئة من الفلسطينيين تسمى بعرب الـ48! أمّا على النقيض الآخر، فإن الثلاثي جبران قد شارك في أمسيات موسيقية و مهرجانات عالمية كثيرة في أوروبا و أمريكا، و اسطواناتهم تحتل المراتب الأولى من حيث المبيعات في هذه الدول، فهل يقبل الآخر (غير العربي) الفلسطينيين أكثر من العرب أنفسهم؟! تساؤلٌ لا أجد إجابةً عليه.
أصدر الأخ الأكبر سمير جبران اسطوانته الأولى (سوء فهم) في سنة 2000، أي مع بدء الانتفاضة الثانية، ولو دققنا في اسم هذه الاسطوانة لوجدنا أنه يعبّر تمامًا عن شعور صاحبها الحزين الذي كان مشتت الفهم لما يجري، و أيضًا سوء الفهم الذي يكنه الآخر عن الفلسطينيين أصحاب الأرض بأنهم إرهابيين و ما إلى ذلك. سمير جبران في كل اسطواناته يتخذ من الموسيقى أداةً للتعبير النبيل عن حقيقة الإنسان الفلسطيني، فهو لا يقول: (نحن لسنا إرهابيين) مباشرةً.. أو (ابنتي ممنوعة من التجوّل في مدينة رام الله مع والدتها، و أنا مقيدٌ هنا لا أستطيع رؤيتهما)، بل يترك عوده يحكي عنه، و عن شعبه المشتت، موسيقاه هي دعوة للسفر و الفهم، هو من خلال آلته/روحه يدعو العالم لأن يحبوا موسيقى الفلسطينيين، و حب الفلسطينيين أنفسهم، كما أن الشجن المتحد مع عوده لا يترك من يستمع إليه إلا و أن يحب من يعزف، و يحترم ما يريد العازف إيصاله من خلال أنين وتره.
تلت اسطوانة (تماس) اسطوانة (سوء فهم)، ولكن هذه المرة مع أخيه وسام جبران الصانع للأعواد الجبرانية الثلاثة، هو قليل الكلام، هادئٌ بطبعه، ولكنه يحمل بداخله أحلامًا و طموحات كثيرة. في هذه الأسطوانة التي صدرت عام 2002، و التي يملؤها الأنين، بدأت محاورة الأعواد و بداية الارتجال الثنائي، فما أن يكسر سمير اللحن المعتاد يتناغم معه وسام، و يكسر هو الآخر، فعندما يكسر سمير اللحن، ويكسر وسام اللحن مرة أخرى يكون الارتجال.
بعد هذه الأسطوانة أُنتِج فيلم (ارتجال) برؤية رائد أنضوني الإخراجية رائد. هذا الفيلم يحكي عن عائلة جبران، و كيفيه تكوين هذا الثلاثي بدخول عدنان الأخ الأصغر من خلال دمعه، ارتجاله، وتوحده مع الوتر.
بعد اكتمال تكوين الثلاثي جبران أُصدرت أول اسطوانة لهم تحت عنوان (رندنه)، هذه الأسطوانة تحكي عن الألم و الأمل، فيها كثيرٌ من الصمت بين كل رنّة وتر و أخرى، لربما كان هذا الصمتُ رحمةً منهم على من يستمع لموسيقاهم، ولكنه قد زاد الأسى. يقول سمير عن (رندنه): "بإمكاني اعتبار هذا العمل تجريبيًا فعلاً، كان هناك ضغطًا و مسؤولية فنيّة كبيرة؛ لأنّه لأول مرة يكوَّن ثلاثي عود في الموسيقى العربية، وطريقة التأليف مع الثلاثي جبران تختلف. فأسلوبنا في التأليف هو الحفاظ على الثلاث شخصيات، و الحفاظ أيضًا على عدم استعمال التقنية الغربية في التأليف؛ لأنها ليست هويتنا. وهذا الأمر كان إشكالاً كبيراً في اسطوانة (رندنه)،ولكنني خضته لأنني أحب هذه النوعية من المغامرة. نجحت اسطوانة (رندنه)، و بعد نجاحها أصبح سهلاً علينا أن نتأكد من نوعية التقنيات التي يجب أن نستخدمها في التأليف و أيضًا اكتشاف الثلاث شخصيات".